التحاور بين الأديان
التحاور بين
الأديان قديم منذ عصور قديمه وقد ازداد فى العصر الحاضر وذلك نظرا
لتطور الوسائل
المعينه عليه, كتطور وسائل الاتصال ووسائل النشر والاعلام
تعريف علم
مقارنه الأديان
أنه علم
يقارن بين الأديان لاستخلاص أوجه الشبه والأختلاف بينهم, ومعرفة
الصحيحة منها
والفاسده,وأظهار حقيقةالأسلام بأدله
الهدف الحقيقى لعلم مقارنة الأديان
الهدف
الحقيقى عند المسلمين :
هو الدفاع
عن الأسلام بوصفه دين الحق,واظهار أنه دين التوحيد الخالص لا تثليث
فيه ولا إنغلاق
كما فى المسيحيه واليهودي
الهدف
الحقيقى عند المستشرقين :
هو هدم
الأسلام عن طريق هذا العلم بأسلوب علمى أظهروا فيه اخلاصهم للأديان كلها
وقت ظهور هذا
العلم
لم يعرف هذا
العلم قبل الأسلام لعدم الأعتراف المتبادل بين الاديان الموجودة قبله,
حيث لم يعترف
أى منها بالأديان الأخرى وكان كل دين
يعد ما سواه
من الأديان ضلالا ,بل أنكرت كل طائفه دينيه جميع الطوائف الأخرى
المنتسبه لنفس
الدين .
ونظرا لما
تنعم به أهل الكتاب فى الديار التى دخلها الاسلام بسماحة الاسلام
وعدل حكامه وما
أعطوا من حرية تامة فى أداء طقوسهم الدينيه والحفاظ على دور عبادتهم وحفظ جميع
حقوقهم .
فقد استغل
بعض علمائهم جو الحرية والسماحة الأسلامية للتنفيس عن أحقادهم الدينية ضد الأسلام
وأهله
{ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ
يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً
وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ
إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }
{آل عمران/118}
فبدأوا
يكتبون الرسائل والكتب ليس فقط لنشرح عقيدتهم ولكن لترويج بضاعتهم
الفاسدة بين
المسلمينم وانكار البشارات التى وردت فى كتبهم عن الأسلام ونبيه محمد
،
وكذا الطعن
فى النبى صلى الله عليه وسلم وصدق نبوته ورسالته,وهدم التاريخ
الإسلامى
مما حدا
بعلماء الأسلام ردا على تلك الكتب الى أن ينبروا للكتابة عن اليهودية
والنصرانية
تاريخا وعقيدة, وبيان ما فيها من تحريف وتبديل
والدفاع عن
نبى الأسلام وبيان موقف القرآن، الصحيح والصريح من اليهودية
والنصرانية
وقد تحدث
القرآن عن اليهودية والنصرانية حديثا مستفيضا ,بل نجد أن القرآن كان
يتنبأ مستقبلا
بما يقولونه ، وقد جاء القرآن بالكثير من الأيات التى تحمل اتجاه المقارنة
مثل قوله
تعالى :- { إنما تعبدون من دون
الله أوثانا وتخلقون افكا ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا
عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون }
<العنكبوت 17>
<النحل 17> (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) وقال
تعالى :
<الانبياء 22>
(لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) : وقال
تعالى
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ
اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }: وقال
تعالى
آل عمران/59
) )
وكان يعتمد
القرآن فى حجاجه وتحدى خصومه على طلب البرهان:
<النمل 64> (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)
< الانعام 143> ( نبؤونى بعلم ان كنتم صادقين)
<الأحقاف 4> (ائتونى بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم)
وقد حث
الأسلام على المجادلة بالتى هى أحسن:
وقال تعالى
:- { وادع
الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى
أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن
سبيله وهو أعلم بالمهتدين } (النحل 125)
{العنكبوت
46} ( ولا تجاداوا أهل الكتاب الا بالتى هى أحسن الا
الذين ظلموا وقال تعالى : {
وقد أظهر
لنا الله خباياهم حين قال سبحانه:
{ وَلَن
تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ
إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي
جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}
البقرة/120
وقال تعالى
:
{ وَدَّ
كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ
كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم
مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ
الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِير }
البقرة/109
وفرض
الاسلام على المسلم الايمان بكلما أنزل الله من كتب وكل الانبياء والرسل قال تعالى: >
الم {آل
عمران/1} اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ {آل عمران/2} نَزَّلَ
عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
وَأَنزَلَ
التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {آل عمران/3} مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ
الْفُرْقَانَ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ
وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ {آل عمران/4
وقد تم
تدوين هذا العلم فى القرن الثانى الهجرى , وظهر كتاب النوبختى ( المتوفى 202 ه )
(( الآراء والديانات)) فى آخر القرن الثانى , وهذا الكتاب يعد أول كتاب فى هذا
العلم
وقام أحمد
بن عبد الله بن عبد السلام بن خليفة بترجمة التواراة والانجيل ,
وذلك فى عهد هارون
الرشيد
ثم كثرت بعد
ذلك الابحاث والدراسات حتى القرت التاسه الهجرى
فكتب أبو
الحسن الأشعرى(( الفصول))
والجاحظ وهو
من معتزلة القرن الثالث الهجرى (( الرد على النصارى))
واليعقوبى
اورد دراسة كامله عن الأناجيل ( المتوفى 292ه))
واحمد بن
تيمية (728ه( (( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح))
وابن القيم
الجوزية(751ه)(( هداية الحيارى)) وغيرهم الكثير
ولكن هذا
العلم اصابه الضعف ذلك نتيجة مواجهة الحروب الصليبية بالسلاح لا بالنقاش ونفوذ غير
المسلمين فى قصور الملوك والأمراء والوزراء
وايضا
التعصب المقيت للمذاهب والآراء وعدم الأعتراف بالرآى الأخر
وبعد سنوات
من ضعف هذا العلم فى بلاد المسلمين عاد ليسترد عافيتة وظهر علماء
أفذاذ فى هذا
المجال كالشيخ رحمت الله الهندى ( المتوفى 1891م) بكتابه الفذ (( اظهار الحق))
وكالعلامة
العراقى عبد الرحمن الباجة جى زاده ( المتوفى 1911م) بكتابه القيم (( الفارق بين
المخلوق والخالق))
وفى عصرنا
الحالى الشيخ أحمد ديدات رحمه الله بكتاباته ومناظراته وكثير غيرهم ,
حيث أصبح هذا
العلم يدرس فى جامعة الأزهر والجامعات الأسلامية المختلفة كما يدرس عند النصارى فى
كليات الأهوت.
منقول
مجلةالتوحيد
, تصدر عن جماعة أنصار السنة المحمدية , مصر عدد السنة الواحدة والثلاثون - العدد
الثانى - صفر 1423ه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق